شعار الموقع
العربية | 中文

اليوم العالمي للغة الصينية

2025-04-23

في كل عام، وتحديدًا في 20 أبريل، يحتفل العالم بـاليوم العالمي لــ اللغة الصينية، وهو يوم أقرته الأمم المتحدة للاحتفاء بأحد أقدم وأغنى لغات البشرية، وأكثرها تحدثًا في العالم. يهدف هذا اليوم إلى تعزيز التعددية اللغوية والثقافية، وتسليط الضوء على أهمية اللغة الصينية باعتبارها أداة للتواصل والتفاهم، وجسرًا بين الشعوب.

لماذا 20 أبريل بالتحديد؟

اختير هذا اليوم تكريمًا لذكرى كانغجي (Cangjie)، وهو شخصية أسطورية في الثقافة الصينية ينسب إليه اختراع الكتابة الصينية. تقول الأسطورة إن عيون كانغجي كانت مثل عيون الإله، وإنه استلهم الرموز من آثار الطيور والحيوانات على الأرض، ليبتكر أول نظام كتابة في الصين، ما جعل السماء تمطر الحبوب وتبكي الأرواح احتفالًا بهذا الإنجاز العظيم.

اللغة الصينية.. أكثر من مجرد وسيلة تواصل

اللغة الصينية ليست لغة واحدة بل تضم عدة لهجات، أبرزها الماندارين، وهي الرسمية في الصين وتايوان، ومن بين اللغات الرسمية الست في الأمم المتحدة. يتحدث بها أكثر من مليار شخص حول العالم، أي حوالي سدس سكان الأرض.

لكن اللغة الصينية ليست مجرد أصوات أو رموز، بل هي تجسيد لحضارة تمتد لخمسة آلاف عام. كل حرف فيها يحمل قصة، وكل كلمة تعكس منظورًا فلسفيًا أو صورة شعرية. الحروف الصينية ليست أبجدية، بل رموز صورية، تتطلب فهمًا عميقًا للسياق والمعنى، وهو ما يجعل تعلمها رحلة ثقافية بامتياز.

دور الأمم المتحدة

اعتمدت الأمم المتحدة اليوم العالمي للغة الصينية في عام 2010 ضمن مبادرتها لتكريم كل لغة من لغاتها الرسمية بيوم خاص. الهدف هو تعزيز المساواة بين اللغات، ورفع الوعي بأهمية التنوع الثقافي واللغوي كجزء أساسي من الحوار بين الحضارات.

الاحتفالات والأنشطة

تشهد السفارات والمؤسسات التعليمية والثقافية حول العالم في هذا اليوم فعاليات متنوعة: ورش تعليم الخط الصيني، عروض مسرحية وموسيقية تقليدية، معارض فنون، ومحاضرات عن الأدب والفلسفة الصينية. كما تستغل جامعات كثيرة المناسبة لتشجيع الطلاب على تعلم اللغة، نظرًا لأهميتها الاقتصادية والسياسية المتزايدة في عالم اليوم.

اليوم العالمي للغة الصينية ليس مجرد احتفال بلغة، بل هو دعوة للتقارب مع حضارة عميقة التأثير في الفنون، والفكر، والعلاقات الدولية. هو يوم للغوص في عمق الحروف، والإنصات إلى نغمة لغة ألهمت الشعراء، ودونت التاريخ، وشكلت وجدان أمة ما زالت تلهم العالم حتى اليوم.


أخبار ذات صلة